يساعد الكيتو دايت وبشكل فعّال في علاج متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية :Polycystic Ovary Syndrome اختصارها: PCOS) ، لذا إذا كنتِ تعانين من هذا الإضطراب لا تقلقي، ربما هذه المقالة سوف تغير من حالتكِ تمامًا، وذلك لأننا سوف نتحدث ونناقش الأسباب التي تؤدي لِمتلازمة تكيس المبايض، ونعالج الأسباب الرئيسية وليس علاج الأعراض.
سوف تتعلمي كيف يمكن لنظام الكيتو دايت أن يقلل من أعراض متلازمة تكيّس المبايض، وسوف تتعرفي على أفضل الأطعمة، بالإضافة إلى نصائح حول نمط الحياة الصحي والمثالي بالنسبة لك وغيرها المزيد.
دعيني أسألك بعض الأسئلة، وإذا كانت إجابتكِ بنعم فأنتي بالتأكيد سوف تحتاجين لهذه المعلومات الحصرية التي لن تجدينها الا في موقع تغذية صح
- هل تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية؟
- هل تفقدين الوزن باستمرار دون وجود سبب واضح لحدوث ذلك؟
- هل تعانين من ظهور حب الشباب
- هل تستخدمين الكثير من المنتجات والمستحضرات لمنع تساقط شعرك؟
على الرغم من أن هذه الأعراض الغريبة والمحرجة قد تبدو لكِ غير مرتبطة بموضوعنا، لكن إذا كنت تعانين منها، فمن المحتمل أنكِ تعانين من متلازمة تكيس المبايض (أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات).
فعلى الرغم من أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) هي أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعًا بالنسبة للنساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث والتي تتطور عادةً عندما تكونين في سن المراهقة، فإن ما يقرب من 70 ٪ من المصابات بهذا الاضطراب لا يعرفن حتى أنهن مصاباتٍ به.
نظرًا لأن متلازمة تكيّس المبايض هو السبب الأول للعقم عند النساء، فإن التشخيص لا يتم في المراحل المبكرة، بل يتم الكشف عنه في وقت لاحق عندما تحاول المرأة أن تحمل.
هذا يعني أنكِ يمكن أن تعاني من الأعراض المزعجة وعوامل الخطر طوال حياتكِ.
إليك الجانب السيئ في هذا الموضوع: حتى الآن، لم يتم تحديد السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبايض ولا يوجد علاج معروف لها.
ويزداد الأمر سوءًا عند استخدام الأدوية التقليدية للتعامل مع أعراض هذه المتلازمة، فهذه الأدوية لا تحل المشكلة الحقيقية الكامنة وراء متلازمة تكيس المبايض.
لكن أخيرًا، استطاع العلماء فهم العلاقة بين تناول القليل من الكربوهيدرات – كما هو الحال في رجيم الكيتو – وانتكاس أعراض متلازمة تكيس المبايض.
لهذا السبب سوف نكتشف في هذا المقال العلاقة بين متلازمة تكيس المبايض والنظام الغذائي الكيتوني من الألف إلى الياء.
ستحصلين عل إجابات للمساعدة في شرح مواضيع هامة مثل:
- ما هي متلازمة تكيس المبايض؟ وما هي أعراضها؟
- ما هي العلاقة بين هرمون الأنسولين ومتلازمة تكيس المبايض؟
- كيف يساعد النظام الغذائي الكيتوني النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض؟
- كيفية الاستفادة من النظام الغذائي الكيتوني لعلاج متلازمة تكيّس المبايض.
سواء أكنتِ تشكين في أنكِ مصابة بمتلازمة تكيس المبايض أو تم تشخيص إصابتك، يجب أن يوفر لكِ هذا الدليل كل ما تحتاجين لمعرفته حول العلاقة بين الكيتو دايت ومتلازمة تكيس المبايض.
لذلك دعونا نبدأ من خلال معرفة ما الذي تفعله متلازمة تكيس المبايض في جسمك.
متلازمة تكيس المبايض: هذا ما تفعله في جسمك
أنت تعرفين أنه من المفترض حدوث الدورة الشهرية كل 28 يومًا تقريبًا!
يحدث هذا لأن أحد المبيضين يطلق بويضة واحدة. وخلال هذه العملية، يتشكل كيس حول البويضة أثناء نضوجها على سطح المبيض.
سيتم تخصيب هذه البويضة بواسطة الحيوانات المنوية وستصبحين حامل، وفي حال عدم تخصيب البويضة، سيتمزق جدار الرحم الذي يكون قد استعد لاستقبال البويضة الملقحة، وهذا التمزق هو ما يسبب الطمث.
عندما تعانين من متلازمة تكيس المبايض، يمكن أن يحدث الطمث في شهر ويغيب في الشهر التالي (أو قد لا يحدث الطمث على الإطلاق). وذلك لأن المبيضان يفشلان في تحرير البويضات.
بدلًا من أن تتحرر البويضة بعد نضوجها وتخرج من المبيض، تبقى في مكانها وتستمر في النمو. وإذا بقيت ولم يتم إطلاقها، فقد تبقى في الكيس وتُملأ بالسوائل.
الخراجات هي واحدة من الأعراض الأساسية لكل من تعاني من متلازمة تكيس المبايض، المبيض الطبيعي سيظهر طبيعيًا عند تصويره بالموجات فوق الصوتية، لكن المبيض المتأثر بمتلازمة تكيّس المبايض سوف يكون فيه الكثير من النتوءات الصغيرة المنتشرة على سطحه، وهي عبارة عن البويضات التي لم يتم إطلاقها وتراكمت مع مرور الوقت في الكييسات.
يمكنك أن يحدث ذلك بسبب خلل هرموني يؤثر على هرمون اللوتين (LH) وهرمون المحفز للجريب (FSH).
عندما تكون مستويات هرمون اللوتين مرتفعة، يبدأ جسمك في إنتاج الكثير من الأندروجينات (وهي الهرمونات الذكرية مثل هرمون التستوستيرون).
في العادة، لا يحتاج جسمكِ إلى الهرمونات الذكرية، فأنتِ امرأة وهذه الهرمونات ستتسبب في تعطيل عملية الإباضة (أي تحرير البويضات من المبيض).
بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن النساء اللواتي يعاني من متلازمة تكيس المبايض لديهن مستويات منخفضة من الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG)، سيصبح لديهن المزيد من هرمون التستوستيرون المتحرر في الدم، مما يجعل الوضع أسوأ بكثير.
تم تصنيف متلازمة تكيس المبايض كمرض رسمي لأول مرة من قبل المجتمع الطبي في عام 1935، ولكن أول وصف طبي يتحدث عن امرأة تعاني من هذه الحالة كان في عام 1721 في إيطاليا.
والآن، وبعد مرور كل هذه المدة، ما يزال العلماء يجهلون السبب الدقيق لحدوث هذا الاضطراب.
تقوم الفرضية المقبولة حول سبب متلازمة تكيس المبايض: “إن السبب هو مجموعة من العوامل الوراثية التي لا يمكنك التحكم فيها والسيطرة عليها، بالإضافة إلى بعض أنماط الحياة الشخصية والعادات والعوامل البيئية”.
العوامل الوراثية التي تسهم في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض شائعة عند أقارب المصابين من الدرجة الأولى، لكن هذا لا يعني أنكِ ستعانين من هذه المتلازمة فقط لأن أمك أو أختك تعاني أو عانت منها في الماضي.
بعض العوامل تزيد أيضًا من احتمالية الإصابة مثل:
- التعرض للهرمونات الذكرية قبل الولادة.
- المستويات المفرطة للهرمونات الذكرية.
- نقص نمو الجنين.
- عيوب إفراز الأنسولين.
- مقاومة الأنسولين وراثي المنشأ.
- تشوهات جينية تتطور عندما تكونين جنينًا في الرحم.
لا يمكن فعل الكثير حيال هذه العوامل، لذلك، دعونا نتحدث عما يمكنكِ تغييره:
حوالي 70 % من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن خطر متزايد للمعاناة من مقاومة الأنسولين وعدم تحمل سكر الجلوكوز. وهذه صفقة كبيرة يمكن الاستفادة منها واستغلالها.
الأنسولين هو هرمون يساعد على التحكم في مستويات السكر (الجلوكوز) الموجودة في دمكِ. وهذا الهرمون يساعد في إدخال السكر إلى خلايا الجسم حتى يمكن استخدامه كمصدر للطاقة.
إذا كنتِ تعانين من مقاومة الأنسولين، فإن جسمك لن يتأثر بهرمون الأنسولين ويستجيب له. وبذلك، لن يتمكن الأنسولين من إدخال الجلوكوز إلى خلاياكِ، مما يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهذا يمكن أن يجعلكِ تصابين بالنوع الثاني من مرض السكري إذا أصبح منتظمًا.
لذلك، إذا كان لديكِ استعداد وراثي للإصابة بمقاومة الأنسولين، ثم أضفتِ مستويات أنسولين أعلى من المعتاد إلى هذه المعادلة، قد يؤدي ذلك إلى حدوث متلازمة تكيس المبايض.
وتذكري أن مستويات الأنسولين المرتفعة لا تؤثر على الجسم بين عشية وضحاها.
أنماط الحياة غير الصحية
بعض عادات نمط الحياة غير الصحية يمكن أن تزيد احتمال إصابة المرأة بمتلازمة تكيّس المبايض.
على سبيل المثال، لا تسبب البدانة أو زيادة الوزن متلازمة تكيس المبايض على وجه التحديد، لكن البيانات تشير إلى أن 50 % من النساء المصابات بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة الأمريكية يعانين من زيادة الوزن.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تسبب زيادة الوزن متلازمة تكيس المبايض أم أن متلازمة تكيس المبايض هي ما يسبب زيادة الوزن؟
تكون النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لِمقاومة الأنسولين مما يجعل فقدان الوزن والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي أصعب من باقي النساء.
قد يزداد هذا الأمر سوءًا نتيجة زيادة الأنسولين في الجسم (وحدوث مقاومة الأنسولين) بسبب العوامل التي ترفع نسبة السكر في الدم، مثل:
- اتباع حمية غذائية أو نمط غذائي غني بالكربوهيدرات.
- نمط الحياة المستقرة وعدم الحركة وممارسة الرياضة. فعندما لا يستخدم كل الجلوكوز الذي يأني من النظام الغذائي، يتم تخزينه على شكل دهون حول البطن والكبد والبنكرياس. تزيد هذه الدهون من مقاومة الأنسولين وإنتاج الهرمون الذكرية. وبذلك فإنك ستدخلين في حلقة مفرغة.
- بالإضافة إلى ذلك؛ عندما تشعرين بالتوتر والقلق، تترفع مستويات هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، يعمل هرمون التوتر هذا على رفع مستوى التأهب في جسمك عن طريق الإفراج عن الأنسولين لكي يكون لخلاياكِ ما يكفي من الطاقة (الجلوكوز) من أجل تفادي مسببات القلق والتوتر. معظم هذا التوتر يكون سببه نفسيًا فقط، لذلك، لن يتمكن جسمك من حرق السكريات التي سيتم تحريرها في الدم.
- استخدام منتجات تحتوي على مواد كيميائية تعطل الهرمونات مثل بيسفينول (BPA) والبارابين (parabens)، والتي تحاكي الطريقة التي تعمل بها الهرمونات في جسمكِ مما يتسبب في الخلط بينها وبين هرموناتكِ الحقيقية، ما يؤدي إلى اختلالات عديدة.
النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض اللواتي يعانين من زيادة الوزن معرضات لخطر الإصابة بمشكلات صحية عديدة، منها:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- مرض الشريان التاجي (CAD).
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).
- نزيف بطانة الرحم أو سرطان بطانة الرحم.
بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكنتِ من الحمل وأنتِ تعانين من أعراض متلازمة تكيس المبايض، فأنت في خطر حدوث:
- الولادة المبكرة أو الإجهاض.
- سكري الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
لهذا السبب فإن التعليمات الأولى لعلاج هذا الاضطراب تركز عادةً على إنقاص الوزن إذا كنتِ تعانين من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
أظهرت الدراسات أن فقدان الوزن لا يحسن من مظهرك الجيد فحسب، بل إنه يقلل أيضًا من مستويات هرمون الذكورة ويقلل من مقاومة الأنسولين (المشكلتان الرئيسيتان اللتان تُساهمان في حدوث متلازمة تكيس المبايض).
قد يؤدي فقدان الوزن أيضًا إلى حل بعض الأعراض الأخرى التي تتعرضين لها بسبب متلازمة تكيس المبايض.
علامات وأعراض متلازمة تكيس المبايض
تتراوح الأعراض والآثار الجانبية لمتلازمة تكيس المبايض من اضطرابات الدورة الشهرية إلى مشاكل تقلب المزاج والوزن.
بعض الأعراض من الأكثر شيوعًا تشمل:
- دورات الحيض غير المنتظمة كفترات الحيض العشوائية (تُعرف باسم تأخر الطمث) وفترات لا يحدث فيها الحيص أبدًا (تُعرف أيضًا باسم انقطاع الطمث).
- العقم وصعوبة الحمل، لأن وجود دورات غير منتظمة يجعل من الصعب حدوث الإباضة.
- زيادة الوزن وصعوبة في فقدان الوزن.
- الخراجات المتعددة على المبايض التي تبدو وكأنها “انتفاخات” تظهر من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية. لا تعاني كل امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض من الخراجات، ولكن إذا كنتِ تعانين منها فأنتي بالتأكيد مصابة بمتلازمة تكيّس المبايض.
- في حين أن معظم كييسات المبيض لا تسبب الكثير من الألم، لكن عندما تنمو الكييسات وتصبح كبيرة فإنها قد تتمزق وتسبب الألم. في هذه الحالة، سوف تحتاجين إلى عناية طبية متخصصة ودقيقة.
- هرمونات الذكورة قد تسبب زيادة كثافة وانتشار شعر الجسم على صدرك وبطنك (تعرف هذه الحالة باسم الشعرانية)، ويمكن أن تعاني أيضًا من حب الشباب، كل ذلك نتيجة لهرمونات الذكورة الإضافية التي تنتشر في جسمك.
- قد تشعرين بالقلق وتصابين بنوبات الهلع وتقلب المزاج والاكتئاب والتعب وانخفاض الدافع الجنسي أيضًا نتيجة لاختلال التوازن الهرموني.
- قد تظهر علامات على الجلد في ثنايا الإبطين والعنق. وقد تلاحظين مناطق داكنة على جلدك في كل من ذراعيكِ وفخذيكِ.
ليس من الضروري أن تعاني من كل هذه الأعراض ليتم تشخيص متلازمة تكيّس المبايض. فوفقًا للمراجع الطبية؛ يجب أن تستوفي المرأة على الأقل اثنين من المعايير التالية لتشخيص إصابتها بمتلازمة تكيس المبايض:
- عدم انتظام الحيض أو انقطاع الطمث.
- خلل في الهرمونات الجنسية.
- تأكيد وجود تكيس في المبايض من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية.
الآن بعد أن أصبحتِ على علمٍ بما هي متلازمة تكيس المبايض والأسباب الكامنة وراء الإصابة بها، ربما تتساءلين عن كيفية التعامل معها وعلاجها؟
كيف يمكنكِ أن تفعلي ذلك؟
يجب أن تخسري القليل من وزنك (إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك مرتفع) ويجب أن قومي باتباع نظام غذائي قليل السكر قدر الإمكان، وأفضل شيء بالتأكيد هو الكيتو دايت.
تخفيف الوزن يعني إزالة كل الأنسولين الزائد من جسمك وهذا يمكن أن يخلصكِ من كل الأعراض والمخاطر الصحية التي نتحدث عنها.
هذه الإجراءات هي ما يقدمها لكِ النظام الغذائي الكيتوني.
لذلك دعينا نتحدث علميًا عن العلاقة بين الكيتو دايت ومتلازمة تكيس المبايض.
كيف يساعد الكيتو دايت في علاج متلازمة تكيس المبايض؟
الوجبات الغذائية الكيتونية موجودة منذ العشرينات من القرن الماضي وكانت تستخدم في علاج مرضى الصرع. والآن، يتم دراسة طريقة تناول هذه الأطعمة لقدرتها على عكس مرض السكري وعلاج متلازمة تكيس المبايض وحب الشباب وغيرها من الحالات الصحية والأمراض المرتبطة بمقاومة الأنسولين.
على عكس النظام الغذائي التقليدي الغني بالكربوهيدرات، فإن النظام الغذائي الكيتوني عبارة عن نظام غني بالدهون والبروتينات وقليل الكربوهيدرات.
فبدلًا من أن يستخدم جسمك الجلوكوز للحصول على الطاقة، سيؤدي تناول كميات محدودة من الكربوهيدرات إلى التحول لاستخدام الدهون كمصدر للطاقة، وذلك يحدث عند الدخول في حالة الكيتوسيس، عندها سيكون مصدر الطاقة من الكيتونات المستخلصة من الدهون.
بمعنى أخر، سيكون جسمك قادر تمامًا على العمل اعتمادًا على الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من الجلوكوز، ولكي يعمل جسمكِ على الدهون المخزنة، ستحتاجين إلى حرمانه من السكر.
عندما يصبح جسمك مُتكيفًا مع النظام الغذائي الكيتوني، فإنه سوف يستهلك الدهون من نظامك الغذائي، ثم يبدأ في حرق الدهون المخزنة في الجسم عندما يحتاج إلى المزيد من الطاقة.
معظم السيدات سيلاحظن أنهن يخسرن الوزن بسرعة لا مثيل لها فقط من خلال الاعتماد على النظام الغذائي الكيتوني وحده.
دعينا نتحدث عن سبب وأهمية نظام الكيتو الغذائي بالتفصيل أكثر.
فقدان الوزن وخفض مقاومة الأنسولين
النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات سيمنعك من تناول الأطعمة التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين ويشجع على فقدان الوزن. لهذا السبب، أظهر هذا النظام نتائج إيجابية عند مرضى السكري من النوع الثاني والأشخاص الذين يعانون من السمنة، وهذه تعتبر عوامل هامة في علاج والسيطرة على متلازمة تكيس المبايض.
نظرًا لأن الجسم يستغرق وقتًا أطول لهضم الدهون، ستشعرين بالشبع بشكلٍ أسرع ولفترة أطول. وسوف تقللين الإفراط في تناول الطعام والرغبة في تناول الوجبات الخفيفة.
خلال إحدى الدراسات، أدى اتباع الحميات قليلة الكربوهيدرات إلى خسارة 14 % من وزن الجسم، وانخفضت مستويات الأنسولين بنسبة 50 % على الأقل، كما انخفضت مقاومة الأنسولين والدهون الثلاثية.
قد يبدو هذا الانخفاض في الوزن والذي يعادل 14 % صغيرًا، لكن هذا يعني أن المرأة التي يبلغ وزنها 80 كيلوغرامًا ستفقد 12 كيلوغرامًا! قد يكون هذا الإنجاز كافيًا لإبعاد مؤشر كتلة الجسم عن نطاق السمنة أو الوزن الزائد وجعله ضمن الحدود الصحية.
على الرغم من أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يواجهن صعوبة أكبر في فقدان الوزن، لكن عندما طبقت 11 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض هذا النظام الغذائي لمدة ستة أشهر، وجدوا نتائج مذهلة.
حيث فقدت السيدات في هذه الدراسة ما معدله 12 % من وزن الجسم وانخفضت مستويات الأنسولين لديهن بنسبة 54 %.
قد يكون انخفاض وزن الجسم وانخفاض مقاومة الأنسولين كافيًا لإعادة توازن الهرمونات لديكِ وعلاج متلازمة تكيس المبايض وحتى مساعدتكِ على الحمل.
أنصحكِ بقراءة هذه المقالة مهمة جداً >> أنواع وفئات مصادر الدهون الصحية في الكيتو بالتفصيل
زيادة فرصك في الحمل
في نظرة عامة على الدراسات العلمية السابقة، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين النظام الغذائي وهرمونات الخصوبة لدى النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد والسمنة.
لاحظ الباحثون تحسنًا ملحوظًا في الهرمونات عند ستة من أصل سبع نساء اعتمدن على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مثل النظام الغذائي الكيتوني.
ويعتقد الخبراء أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قد لا يحسن الاختلالات الهرمونية ويساعد على حدوث الإباضة بانتظام فقط، بل أنه قد يزيد أيضًا من فرص الحمل مقارنة بالنظام الغذائي التقليدي الذي يحتوي على الكربوهيدرات.
وتذكري أنه في هذه الدراسة النساء فقدن أيضًا 12 % من وزن الجسم.
في الدراسة نفسها، لاحظ العلماء أن نسبة هرمونات اللوتين (LH) والهرمون المحفز للجريب (FSH) تحسنت في جميع الحالات، مما حسن فرص الإباضة. ربما هذا هو السبب في أن اثنتين من النساء اللواتي كن يكافحن من أجل الحمل كانتا محظوظات واستطعن الحمل خلال الدراسة.
قد يعجبك أيضاً:
التخلص من القلق والاكتئاب
نظرًا لأن القلق والاكتئاب من أعراض متلازمة تكيس المبايض، فغالبًا ما يتم وصف أدوية للعديد من الفتيات من أجل تخفيف هذه الأعراض. ولكن هذه الأدوية قد تؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن، مما يجعل عملية فقدان الوزن صعبة ويعيق جهود علاج متلازمة تكيس المبايض.
لكن النظام الغذائي الكيتوني يمكن استخدامه لعلاج وتخفيف الاكتئاب.
في إحدى الدراسات، تم تقسيم نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض إلى مجموعتين: اتبعت مجموعة واحدة حمية منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتينات، بينما تناولت المجموعة الأخرى النظام الغذائي التقليدي منخفض البروتين وعالي الكربوهيدرات.
بعد 16 أسبوعًا، النساء الذين اتبعن الحمية منخفضة الكربوهيدرات أفادوا بزيادة ملحوظة في تقديرهن للذات وأبلغن عن انخفاض في الشعور بالاكتئاب. فيما لم يتم ملاحظة هذه التغييرات على النساء الذين اتبعن الحمية مرتفعة الكربوهيدرات.
لذلك، على الرغم من عدم وجود “علاج” مضمون لمتلازمة تكيس المبايض، فقد ثبت أن تناول الطعام قليل الكربوهيدرات، واتباع نظام غذائي غني بالدهون، هو أمر مفيد لخفض مستويات الأنسولين، وهذا سيساعدك على إنقاص الوزن وتحسين نوعية حياتكِ.
هل أنتِ مستعدة أخيرًا للبدء في ذلك؟ تعرفي على طريقة القيام بذلك.
الحمية الكيتونية المعدلة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض
إذا كنت تعانين من متلازمة تكيس المبايض، فإن اتباع نظام غذائي كيتوني سيساعدكِ في البداية، ولكنكِ قد تحتاجين إلى إجراء بعض التعديلات والتغييرات الطفيفة لمعرفة ما يناسب جسمكِ.
حتى الآن، لا تزال الدراسات على الكيتو دايت في بدايتها لتقييم دورها في علاج متلازمة تكيس المبايض.
الآن اتبعي هذه الإرشادات البسيطة ولن تشتكي أبدًا عندما تبدأ أعراض متلازمة تكيّس المبايض في الظهور:
لا تتوقفي نهائيًا عن تناول الكربوهيدرات
أهم أساسيات الكيتو دايت هي تقييد كمية الكربوهيدرات التي يجب تناولها. وعلى الرغم من أن هذا قد يساعد في العديد من حالات متلازمة تكيس المبايض، إلا أنه قد لا يعطي النتائج على الفور.
فإذا كنتِ معتادة على أخذ معظم السعرات الحرارية من الكربوهيدرات وقمت بإيقاف تناول مصدر الطاقة هذا، سيعاني جسمكِ من حالة توتر ويزيد من مقاومة الأنسولين.
لذا فإن خطوتك الأولى هي معرفة كمية الكربوهيدرات التي يجب تناولها.
يهدف النظام الغذائي الكيتوني النموذجي إلى تقليل استهلاك الكربوهيدرات يوميًا لتصبح الكمية اليومية 30 جرام تقريبًا.
إذا كنت تتناولين 300 غرام يوميًا، فقد يكون رقم 30 جرام شديدًا للغاية، ويصعب التعامل مع هذه الكمية في البداية.
جربي البدء ببطء، أي تناولي 100 جرام. ثم انتقلي إلى 75 جرام، ثم 50 جرام، ثم 35 جرام، وربما ستتمكنين من الوصول إلى معدل 25 جرام عند الاعتياد على تقليل السكريات.
استمعي إلى جسدك. فإذا كنت بحاجة إلى إضافة المزيد من الكربوهيدرات، أضيفي القليل فقط بمعدل 5 – 10 غرامات إلى إجمالي صافي كمية الكربوهيدرات اليومية.
ثم، عندما تشعرين أنكِ بحالةٍ جيدة، قومي بتخفيض الكمية مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان جسمكٍ سيتكيف مع ذلك.
على الرغم من أن نظام الكيتو دايت ينجح بشكلٍ أسرع كلما تم التقليل من الكربوهيدرات، إلا أنك ستحتاجين إلى بعض الوقت حتى تنجحي في الوصول لكمية الكربوهيدرات المثالية.
عندما اتبعت 24 امرأة حمية منخفضة الكربوهيدرات لمدة ثمانية أسابيع، فقدن ما يعادل 10 كيلوغرامات ولاحظن انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين والدهون الثلاثية ومستويات هرمون التستوستيرون، كل ذلك فقط عن طريق الحد من كمية الكربوهيدرات الصافية إلى 70 جرام في اليوم.
اقرأي أيضاً >> الفواكه المسموحة والممنوعة في الكيتو دايت
تناولي المزيد من الألياف
الألياف لا تساعد فقط على التحكم في مستويات الأنسولين وتجنب مقاومة الأنسولين، بل تحافظ على الجهاز الهضمي وتجعل حركة الأمعاء سلسة، وتساعدكِ على الشعور بالشبع كما تقلل من الالتهابات.
لهذا السبب، ينبغي عليكِ تناول حوالي 30 جرامًا على الأقل من الألياف يوميًا مع تناول القليل من الألياف في كل وجبة خفيفة.
تشمل أفضل مصادر الألياف المسموحة في الكيتو دايت ما يلي:
- الأفوكادو.
- القرنبيط.
- البروكلي.
- الهليون.
- الفليفلة.
- بذور الشيا.
- بذور الكتان.
- الخضراوات الورقية الداكنة (مثل اللفت والجرجير والسبانخ).
هناك نوع من الألياف قد يخفض مستويات هرمون الذكورة ومستويات الأنسولين، هذه النوع موجود في عدة مصادر غذائية يمكن تناولها مثل:
- بذور الكتان.
- حبوب السمسم.
- التوت.
- البروكلي.
في إحدى الدراسات التي أجريت على متلازمة تكيس المبايض، لاحظت النساء اللاتي تناولن حوالي 30 غرام فقط من بذور الكتان يوميًا انخفاضًا كبيرًا في مستويات هرمون التستوستيرون لديهن.
وأظهرت دراسة أخرى أن النساء اللواتي يعانين من السمنة ويستهلكن بذور الكتان لديهم مستويات أقل من الأنسولين وحساسية أفضل للأنسولين من النساء اللواتي لم يتناولن هذه البذور.
اقرأي أيضاً >> الخضروات المسموحة والممنوعة في الكيتو دايت
الأسماك الدهنية والمكسرات
تحتوي الأسماك الدهنية مثل التونة والسردين وسمك السلمون والرنجة والماكريل على دهون أوميجا 3 الصحية، والتي تمت دراستها لقدرتها على تحسين حساسية الأنسولين لدى السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض وتقلل بشكلٍ كبير من الجلوكوز والأنسولين ومقاومة الأنسولين.
عندما عولجت 45 امرأة من متلازمة تكيّس المبايض بالأوميجا 3 لمدة ستة أشهر، بدأت هرموناتهن الجنسية في التوازن وتحسّنت كل أعراضهن، كما انخفضت الشعرانية (شعر الجسم الزائد) ومقاومة الأنسولين أيضًا.
ستجدين أيضًا هذه الأوميجا القوية موجودة بكثرة في المكسرات. مثل الجوز واللوز المفيدان في خفض مستويات الأندروجين لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
لذلك، بينما لا يمكن تغيير العوامل الوراثية الخاصة بكِ، فإن النظام الكيتوني الغذائي سيساعدكٍ بشكلٍ كبير عندما يتعلق الأمر بإدارة أعراض متلازمة تكيس المبايض.
اقرأي أيضاً >> المأكولات البحرية في الكيتو دايت
يجب عليك أيضًا اتباع بعض النصائح الإضافية لتنجح خطة علاج متلازمة تكيس المبايض الشاملة:
3 طرق إضافية لتعزيز خطة علاج متلازمة تكيس المبايض
على الرغم من أن اتباع نظام غذائي كيتوني وحده قد يكون كافيًا لمساعدتك على إنقاص وزنك ومنع ظهور أعراض متلازمة تكيس المبايض لديكِ، إلا أنك ستلاحظين نجاحًا كبيرًا عند الجمع بين هذه النصائح الثلاثة التالية:
1. ممارسة التمارين الرياضية يوميًا
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في خفض مستويات السكر في الدم، ومنع مقاومة الأنسولين ودعم نمط الحياة الصحي. كما أن الرياضة مهمة جدًا لفقدان الوزن وبناء العضلات وحرق الدهون أيضًا.
يجب أن تمارسي الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا. تشير الدراسات أن التمارين الرياضية مثالية للمرأة المصابة بمرض متلازمة تكيس المبايض، فعندما اتبعت ثماني نساء مصابات بهذا الاضطراب نظام تمارين الأيروبيك لمدة 16 أسبوعًا، لاحظن تحسّنًا واضحًا في حساسية الأنسولين لديهن.
وإذا كنتِ تعاني من فترات حيض غير منتظمة أو إذا كنتِ ترغبين في الحمل، فإن التمارين الرياضية لمدة 12 أسبوعًا في إحدى الدراسات أدت إلى إعادة الدورة المنتظمة عند 56 % من المشاركات في الدراسة، كما أدت إلى عودة دورة الإباضة الطبيعية عند 43 % منهن.
كما أدت التدريبات اليومية إلى تحسين وظيفة الإنجاب وانخفاض الأندروجينات وانخفاض الدهون المتراكمة، وذلك في دراسة استمرت لأربعة أسابيع شملت 45 امرأة تعاني من متلازمة تكيس المبايض.
اليوغا هي شكلٌ آخر مفيد من التمرينات الرياضية، وقد تكون قادرة على تحسين مقاومة الأنسولين وتحقيق التوازن في مستويات الهرمونات لديكِ، بالإضافة إلى تقليل عوامل الخطر الخاصة بأمراض القلب.
أيضًا، تبين أن الرياضة تلعب دورًا مباشرًا في تخفيف التوتر والقلق.
2. تقليل التوتر
كل من القلق والاكتئاب هي من مضاعفات متلازمة تكيس المبايض. لكن التوتر يؤدي مباشرة إلى مقاومة الأنسولين، مما يساهم مباشرة في زيادة أعراض متلازمة تكيس المبايض.
لذلك، من أجل خفض مستويات التوتر، ستحتاجين إلى التأمل والاسترخاء.
عندما قامت 90 فتاة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض بممارسة اليوغا والتأمل لمدة ساعة واحدة يوميًا طوال فترة 12 أسبوعًا، كان لديهن مستويات أفضل من السكر والأنسولين في الدم، ونسبة هرمونات جنسية أكثر توازنًا، ودورات شهرية أكثر انتظامًا، كما انخفضت مشكلة الشعرانية لديهن مقارنة بالفتيات اللاتي لم يقمن بهذه الممارسات.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد ممارسة تمارين التأمل واليوغا على النوم بشكلٍ أفضل.
3. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
من الصعب على أي شخص أن ينام لمدة ثماني ساعاتٍ كاملة، ولكن باحثين وجدوا من إحدى المراجعات أن “اضطرابات النوم كانت شائعة عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مقارنة بباقي النساء. كما أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من صعوبةٍ أكبر في النوم”.
وعند عدم نوم النساء لمدة ليلة كاملة بشكلٍ كافٍ، عانين من زيادة أكبر في مقاومة الأنسولين واضطرابات الحيض.
لذلك، عليكِ النوم سبع إلى تسع ساعات في كل ليلة، ولا تضعي هاتفك على السرير أو بالقرب منكِ.
عندما تجمعين بين مزايا خفض مستويات هرمون الأنسولين في النظام الغذائي الكيتوني مع التمارين الرياضية وتخفيف التوتر والنوم لفترة كافية، فإنكِ بذلك ستهاجمين متلازمة تكيّس المبايض من جميع الجهات وستزيدين من فرصك في عكس وتخفيف العديد من أسباب وأعراض هذا الاضطراب.
اقرأي أيضاً >> السكر المسموح في الكيتو دايت
الخلاصة
نظام الكيتو دايت يعالج جذور مشكلة متلازمة تكيس المبايض، فعلى عكس الوصفات الطبية المستخدمة لإخفاء ما يحدث معكِ بسبب متلازمة تكيس المبايض، فإن النظام الغذائي الكيتوني يعالج السبب الرئيسي لهذا الاضطراب – ألا وهو السكر – بحيث يمكن أن يعمل المبيضان لديكِ بطريقة طبيعية من جديد.