يمكن أن تكون عملية تحسين شكل جسمك من خلال اتباع النظام الغذائي الكيتوني أو ما يعرف بحمية الكيتو دايت تحولًا جذريًا في حياتك، وقد يكون ذلك تحديًا حقيقيًا في نفس الوقت، إنه يوفر الكثير من الفوائد الرائعة. وفي هذه المقالة، سنشرح لك كيفية الانتقال من نظامك الغذائي الحالي إلى النظام الغذائي الكيتوني بسهولة ودون أن تتعرض لأي مشاكل.
المعرفة هي الأساس
إن الطعام الذي نأكله هو الذي يحفز إنتاج الهرمونات في جسمنا، وما يهمنا تحديدًا هنا هو هرمون الأنسولين، إنه الهرمون الذي يحفز جسمنا إما لاستخدام الدهون أو لتخزينها. إن فهم السبب وألية تنظيم الإنسولين لمعدلات الطاقة المأخوذة من طعامك عن طريق الأيض (الاستقلاب) هو أمرٌ بالغ الأهمية. هذا الفهم سوف يساعدك في السيطرة على جسمك والحصول على الفوائد الجسدية والعقلية الكثيرة التي يقدمها النظام الغذائي الكيتوني.
حقائق غذائية
لفهم ذلك بشكلٍ أكبر، دعونا نتحدث عن بعض المعلومات الغذائية. إن الطعام الذي نأكله هو الذي يغذي الجسم. ويقوم الجسم باستخدام البروتينات في صنع الإنزيمات والخلايا والأنسجة الجديدة والأعضاء. ويتم استخدام الدهون لصنع أنسجة معينة مثل أغشية الخلايا والدماغ. فالدماغ هو العضو الذي يحتوي على أكبر كمية من الدهون في الجسم، حيث يتجمع فيه ما يعادل 60٪ من دهون الجسم تقريبًا.
أما الكربوهيدرات، فهي توفر الطاقة الفورية. وإذا زادت كميتها في الجسم، فإنه يحولها إلى دهون ويقوم بتخزينها. وهذا أمر بالغ الأهمية وعلينا فهمه، فالدهون التي نأكلها ليست هي التي تتراكم في جسمنا وتسبب السمنة. وإنما الكربوهيدرات الزائدة، التي يتم تخزينها على شكل دهون، والتي تتراكم في الجسم.
إنها خرافة نسمعها دائمًا عندما نريد اتباع حمية غذائية، وهي أن تناول الدهون سيجعلنا نكسب المزيد من الوزن. هذه كذبة منتشرة هدفها بيع المواد الغذائية قليلة الدسم. فتناول الكربوهيدرات يتسبب في إنتاج هرمون الأنسولين الذي يجعل الجسم يقوم بتحويل الجلوكوز الزائد إلى دهون وتخزينها. ولا يمكننا تخزين الدهون أبدًا بدون الأنسولين.
قم بقراءة هذه المقالة الذي يتحدث عن اكلات نظام الكيتو دايت. سوف تجد معلومات عن الاغذية المسموحة والممنوعة عند اتباعك لرجيم الكيتو.
فوائد النظام الغذائي الكيتوني
يوفر النظام الغذائي الكيتوني العديد من الفوائد الجسدية والعقلية، وهناك عدة أسباب جعلت هذا النظام الغذائي ينتشر ويصبح أكثر شعبية من الماضي، ومن هذه الأسباب:
- يساعد على فقدان الوزن لأن الطاقة الزائدة المخزنة في الجسم على شكل دهون يعتاد استخدامها.
- يتوقف الجسم عن تخزين الدهون كما لو أن الإنسولين الذي يدفع الجسم إلى القيام بذلك غير موجود.
- يساعد النقص في هرمون الأنسولين على تقليل الشهية، وهذا يقدم مساعدة كبيرة للأشخاص الذين يحاولون إنقاص وزنهم.
- الحد من الجوع يجعل من السهل على الشخص تنظيم تناول الأطعمة.
- تقليل الإدمان على المواد الغذائية الغنية بالكربوهيدرات يهدئ العقل ويحسن التركيز.
- الحد من التشوش والارتباك في الدماغ، وهذا يرجع بشكلٍ أساسي إلى التوقف عن تناول الكربوهيدرات.
- يساعد على تقليل خطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وتذكر المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة أن الريجيم الكيتوني “قادر على تحفيز فقدان الوزن بشكلٍ فعال مع التقليل من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية”.
- إنه واحد من أسرع الطرق الأمنة لإنقاص الوزن.
- يساعد في علاج مرض السرطان والوقاية منه.
- يمكن أن يمنع ويعالج المتلازمة الأيضية والسكري والسمنة.
- النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يعكس بعض حالات التدهور العصبي مثل مرض الزهايمر.
- يبدو أن النظام الغذائي الكيتوني يساهم في خفض الشعور بالاكتئاب والقلق، وذلك بسبب تغيير الطريقة التي يستخدم بها الدماغ الدهون كوقود).
إنفلونزا كيتو
بالنسبة لبعض الناس، اتباع النظام الغذائي الكيتوني يمكن في البداية أن يكون صعبًا بعض الشيء. فهناك فترة انتقال قصيرة عندما يتحول مصدر الطاقة في الجسم من الكربوهيدرات إلى الدهون. خلال هذه الفترة، يعاني بعض الأشخاص من أعراض غير مرغوب فيها تعرف باسم “إنفلونزا كيتو”.
إذا كنت ترغب في تحويل سيارتك من استهلاك البنزين إلى الكهرباء كمصدر للطاقة، فإنك ستحتاج إلى قضاء بضعة أيام في المتجر للقيام بعملية التغيير هذه. وهذا ما يحدث في جسمك، إنه يحتاج إلى بضعة أيام للتكيف والانتقال إلى النظام الجديد.
الأعراض الأكثر شيوعًا لأنفلونزا كيتو هي:
- التعب العام أو التهيج.
- الدوار أو ضعف التركيز.
- اضطرابات في المعدة أو الغثيان.
هذه الأعراض تستمر لفترة قصيرة فقط، وعادةً ما تستمر هذه الفترة لبضعة أيام أو أقل، وبعدها ستبدأ بملاحظة تحسن كبير.
6 خطوات لجعل عملية الانتقال أسهل
يمكنك تقليل وقت الانتقال إلى النظام الجديد بشكلٍ كبير والتخلص فعليًا من إنفلونزا كيتو باستخدام بعض الحيل المفيدة:
- تناول المزيد من الدهون، فكما تعرف، يتكون الدماغ من الدهون، ونحن بحاجة إلى الدهون الصحية.
- تناول المزيد من السعرات الحرارية، فالنظام الغذائي الكيتوني يقيد نوع السعرات الحرارية وليس كميتها، لذا تأكد من تناول ما يكفي من السعرات.
- توقف عن تناوب الكربوهيدرات تدريجيًا، وذلك من خلال خفض كمية الكربوهيدرات بشكل تدريجي على مدى بضعة أيام، وهذا سوف يؤدي لإبطاء عملية الانتقال إلى النظام الجديد ولكنه يساعد في تقليل أعراض أنفلونزا كيتو.
- إضافة الملح إلى الأطعمة التي تتناولها، فعندما نستخدم الدهون كوقود، يحتاج الجسم إلى الملح بشكلٍ أكبر، لذلك، قم بإضافة القليل من ملح الطعام. إلا إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
- شرب المزيد من الماء، معظمنا يعاني من الجفاف المزمن، ونحن بحاجة إلى الماء لإزالة السموم وتوفير المواد الغذائية، عليك ضمان شرب ما يكفي من الماء، أي حوالي 2-3 ليتر في اليوم الواحد.
- ممارسة التمارين الرياضية، جسمك هو آلة بيولوجية مصممة لتتحرك، وكلما قمت بزيادة الحركة، كلما شعرت بأنك في حالةٍ أفضل، وسوف يتكيف الجسم مع التغييرات بشكلٍ أسرع، حتى بضعة خطوات إضافية في اليوم يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.
النتيجة
عندما تقوم باتباع النظام الغذائي الكيتوني والدخول في مرحلة الكيتوسس، سيفقد جسمك الدهون وينخفض وزنك وتصبح بصحة جيدة.
النظام الغذائي الكيتوني يحميك من أمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب وغيرها…
عندما تبدأ في اتباع هذا النظام الغذائي، هناك مرحلة انتقالية حتى يتكيف جسمك، وفي هذه المرحلة، يمكن أن تعاني من بعض الأعراض غير المرغوب فيها.
اتبع الخطوات الست المذكورة أعلاه لتقليل الأعراض والتخلص منها أثناء عملية الانتقال إلى النظام الغذائي الجديد.