إذا كنت قد بدأت في اتباع النظام الغذائي الكيتوني فإنك بالتأكيد تتطلع إلى الفوائد التي ستحصل عليها. ولكن، بعد مرور بضعة أيام، سوف تشعر بحالٍ سيئة. ستكون متعبًا، وستعاني من الصداع وتقلب المزاج، وقد تواجه صعوبة في التركيز.
في الحقيقة، يشار إلى هذه الحالة لمجموعة من الأعراض تعرف باسم إنفلونزا كيتو. لكنها ليست انفلونزا حقيقية، وهي ليست معدية أو خطيرة، ولكنها بالتأكيد يمكن أن تكون أعراضها غير سارة على الإطلاق.
معظم الناس يشعرون بواحدٍ أو أكثر من هذه الأعراض خلال الأسبوع الأول من اتباع الريجيم الكيتوني، خاصة بعد 3 – 5 أيام. لكن ولحسن الحظ، تعتبر هذه الحالة مؤقتة، وسرعان ما ستشعر بالتحسن مجددًا. وبعد ذلك، ستحصل على طاقة أكثر من ذي قبل.
الأفضل من ذلك أن هناك طريقة بسيطة تساعد في تخفيف معظم أو كل هذه الأعراض خلال 15 دقيقة فقط. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن هذا العلاج وغيره من العلاجات التي يمكن اتباعها إذا كنت تعاني من أنفلونزا كيتو.
أعراض انفلونزا الكيتو دايت
تشمل أعراض أنفلونزا كيتو كل أو بعض ما يلي:
- إعياء.
- صداع في الراس.
- تهيج ( فرط التنبيه في الجهاز العصبي المركزي).
- صعوبة في التركيز.
- قلة النشاط والحافز.
- دوخة.
- الرغبة الشديدة في تناول السكر والحلويات.
- غثيان.
- تشنج في العضلات.
أسباب انفلونزا كيتو دايت
تحدث انفلونزا كيتو بسبب انتقال الجسم من الاعتماد على حرق السكر إلى حرق الدهون للحصول على معظم احتياجاته من الطاقة.
يؤدي التحول من نظام غذائي عالي الكربوهيدرات إلى نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات إلى خفض مستويات الأنسولين في جسمك. لا يعتبر هذا صحيًا فقط ولكنه أيضًا واحد من الأهداف الرئيسية للنظام الغذائي الكيتوني.
فعندما تكون مستويات الانسولين منخفضة للغاية، يبدأ الكبد بتحويل الدهون إلى كيتونات، والتي يمكن لمعظم خلاياك أن تستخدمها بدلًا من الجلوكوز. وعندما يستخدم الجسم الكيتونات والدهون بشكل رئيسي للحصول على الطاقة، فأنت تدخل عندها في حالة تعرف باسم الكيتوزية.
ومع ذلك، يحتاج دماغك وأعضاء جسمك الأخرى لبعض الوقت حتى تعتاد على استخدام هذا المصدر الجديد للطاقة. فعندما تنخفض مستويات الأنسولين، يستجيب جسمك عن طريق طرح المزيد من الصوديوم في البول إلى جانب الماء. وفي هذه الحالة، ستكون بحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد في الأسبوع أو الأيام الأولى لحمية كيتو.
هذا التغيير هو المسؤول عن بعض النتائج السريعة التي تحصل، والتي عادة ما تكون نتائج رائعة بالنسبة للجميع، وهذه النتائج تشمل خسارة الوزن التي تحدث في المراحل المبكرة من الحمية الكيتونية. ومع ذلك، فإن فقدان الكثير من الماء والصوديوم يكون مسؤولًا عن العديد من الأعراض غير السارة لإنفلونزا كيتو.
تختلف أعراض وتأثيرات إنفلونزا كيتو من شخص لأخر. فبعض الأشخاص قد يشعرون بعدم الراحة أو التعب قليلًا لمدة يوم أو يومين بعد بدء الحمية. في حين أن أشخاصًا أخرين قد يعانون من أعراض تؤثر بشدة على قدرتهم على العمل لعدة أيام.
ومع ذلك، يجب أن تتوقع المعاناة من أعراض إنفلونزا كيتو حتى إذا قمت باتخاذ الخطوات المناسبة لعلاجها.
علاج انفلونزا حمية الكيتو
عادة ما تختفي أعراض إنفلونزا كيتو في غضون بضعة أيام، حيث أن الجسم سيعتاد على التغييرات. لكن بدلًا من المعاناة دون فعل شيء خلال هذه الفترة، لماذا لا تعالج السبب لكي تشعر بالتحسن على الفور؟ حيث تكون الخطوة الأولى التي سنذكرها هي الأكثر أهمية، وهي غالبًا ما تكون ضرورية.
1. النصيحة الأهم: زيادة كمية الملح والماء
نظرًا لأن فقدان الملح والماء هما المسؤولون عن معظم الأعراض التي ترافق إنفلونزا كيتو، فإن زيادة تناولك للماء والملح يمكن أن يساعد في الحد من الأعراض بشكل كبير وفي أحيان كثيرة يزيلها تمامًا.
خلال الأسابيع الأولى من اتباع حمية الكيتو، وعندما تعاني من الصداع أو الخمول أو الغثيان أو الدوخة أو غيرها من الأعراض التي ذكرناها سابقًا، اشرب كوبًا من الماء مع نصف ملعقة صغيرة من الملح. قد يقلل هذا الإجراء البسيط من أعراض أنفلونزا كيتو خلال 15 إلى 30 دقيقة. ولا تتردد في القيام بذلك مرتين في اليوم أو أكثر إذا لزم الأمر.
يمكنك أيضًا إعداد بدائل لذيذة، قم بتحضير مرق عظم الدجاج أو لحم بقر، وحرك المزيج مع القليل من الملح.
بالإضافة إلى ذلك، تأكد من شرب كمية كافية من الماء. فكلما تقدمت في الحمية، كلما زادت كمية الماء التي ستخسرها على الأرجح في المراحل الأولى، وكلما ستحتاج إلى تعويض الماء الذي خسرته. القاعدة تنص على ضرورة شرب ما لا يقل عن 3 لترات من السوائل كل يوم خلال الأسبوع الأول من حمية الكيتو.
هذا لا يعني أنك يجب أن تشرب 3 ليتر من الماء بالإضافة إلى مشروبات أخرى. فعلى الرغم من أن شرب الكثير من الماء أمر مهم، إلا أن القهوة والشاي سيسهمان في زيادة كمية السوائل أيضًا.
الحصول على ما يكفي من الماء والصوديوم والشوارد الأخرى يمكن أن يساعد أيضًا في حل مشكلة أخرى يعاني منها الأشخاص في المراحل الأولى من اتباع النظام الغذائي الكيتوني وهي الإمساك.
2. المزيد من الدهون تعني أعراض أقل
عادة ما تؤدي زيادة تناول الملح والسوائل إلى حل معظم الآثار الجانبية لأنفلونزا كيتو. ومع ذلك، إذا استمر الشعور بالضعف بعد اتباع هذه الخطوة، فحاول تناول المزيد من الدهون.
بسبب المعلومات الخاطئة والتضليل لعقود من الزمن حول تأثيرات الدهون الغير صحية، أصبح الخوف من الدهون وتجنبها أمرًا شائعًا عند الذين يتبعون حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات.
ومع ذلك، إذا قمت بخفض كمية الكربوهيدرات كثيرًا دون زيادة استهلاك الدهون، فإن جسمك سو يحتاج للطاقة. وسوف تشعر بالتعب والجوع وتعكر المزاج.
ينبغي عليك اتباع نظام غذائي كيتوني جيد ومتوازن يتضمن كمية كافية من الدهون حتى لا تشعر بالجوع بعد تناول الوجبات، ويمكن لذلك أن يجعلك تشعر بالقوة لعدة ساعات دون تناول الطعام، حيث سيكون لديك طاقة كافية.
قم بقراءة >> كل ما تحتاج لمعرفته عن طعام الكيتو دايت
تأكد من زيادة كمية الدهون في بداية الكيتو دايت حتى يعتاد جسمك على استخدام الدهون والكيتونات للحصول على معظم احتياجاته من الطاقة. وبمجرد أن تعتاد على الدهون، دع شهيتك ترشدك إلى تقليل الدهون قليلًا حتى تصل إلى النقطة التي يمكنك فيها الحفاظ على التوازن بسهولة بين الجوع والشبع.
باختصار: قم بتناول الوجبات الخاصة بالنظام الغذائي الكيتوني التي تحتوي على كمية كافية من الدهون مقارنةً مع الكربوهيدرات والبروتينات.
3. المضي في حميتك الكيتونية بوتيرة أبطأ
إذا كان إضافة المزيد من الماء والملح والدهون لم يساعدك كثيرًا، وكنت لا تزال تشعر بالتعب والضعف، ننصحك بمحاولة تحمل الأعراض لبضعة أيام أخرى حتى تختفي من تلقاء نفسها.
فقد أظهرت الأبحاث أن اتباع نظامٍ غذائي منخفض الكربوهيدرات هو الأفضل إذا كنت ترغب في خسارة الوزن أو السيطرة على بعض المشكلات الأيضية مثل مرض السكري من النوع الثاني.
إن أعراض أنفلونزا كيتو مؤقتة فقط، فهي ستختفي تمامًا بعد فترة عندما يعتاد جسمك على الدهون والكيتونات كمصدرٍ للطاقة بدلًا من الكربوهيدرات.
ومع ذلك، يمكنك إبطاء وتيرة التقدم في حميتك الكيتونية عن طريق تناول كمية صغيرة من الكربوهيدرات، وهذا يعني اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات أكثر اعتدالًا يوفر 20 إلى 50 جرام من الكربوهيدرات في اليوم.
إن تناول المزيد من الكربوهيدرات قد يبطئ عملية خسارة الوزن ويخفف من التغييرات الصحية السريعة، ولكن لا يزال من الممكن الاستمرار بذلك بوتيرة أبطأ حتى تصبح بصحة أفضل.
وخاصة إذا كنت تتجنب تناول السكر والأطعمة المصنعة. عندها لن تكون إنفلونزا كيتو مشكلة. وبمجرد أن تعتاد على تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات، لا تتردد في محاولة تناول كميات أقل من 20 غرامًا من الكربوهيدرات مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان جسمك سيفضل هذا أو أن تناول الكربوهيدرات بكميات أعلى بقليل سيكون مريحًا أكثر بالنسبة لك.
4. تخفيف النشاط البدني قليلًا
على الرغم من أن العديد من الناس يجدون أن طاقتهم وقدراتهم على التحمل تتحسن بعد اتباع الحمية الكيتونية، فإن القيام بالكثير من النشاط البدني في المراحل الأولى يمكن أن تزيد من أعراض أنفلونزا كيتو.
وذلك وفقًا لما يقوله الباحث في مجال الريجيم الكيتوني الدكتور ستيف فايني الذي أجرى دراسات على الرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمل وكذلك الأفراد البدناء، لكن ولحسن الحظ، تظهر أبحاثه أيضًا أنه بحلول الأسبوع الرابع، كان أداء الأشخاص أفضل من ذي قبل.
لا تتأثر رياضة المشي أو التمدد أو ممارسة تمرينات اليوغا أو التمارين العقلية والجسمية الأخرى بانخفاض كمية الكربوهيدرات، بل أنها ستساعدك على الشعور بالتحسن.
ولكن عندما يكون جسمك بالفعل تحت ضغط ويحاول أن يعتاد على مصدر طاقة جديد، فلا تضع عبئًا إضافيًا عليه من خلال ممارسة أي نوع من التمارين الشاقة. مارس الرياضات السهلة وغير المتعبة في الأسابيع القليلة الأولى ثم قم بزيادة كثافة التمرينات ببطء.
5. لا تحد من كمية الأطعمة التي تتناولها
يشعر بعض الأشخاص بعدم الجوع في الأسبوع الأول من الكيتو دايت، وذلك لأنهم يعانون من الغثيان أو الصداع الذي يقلل من شهيتهم.
أيضًا، قد يمتنع البعض عن تناول الطعام بسبب القلق من أنهم يتناولون الكثير من السعرات الحرارية أو الكثير من البروتينات التي تهدف إلى تحقيق هذا النوع من فقدان الوزن السريع الذي سمعوا عنه.
لتفادي ذلك، نحثك على أن تبدأ باتباع نظام أتكينز الغذائي (حمية أتكينز)، وهي المرحلة الأكثر صرامة التي تسمح بحرق أكبر قدر من الدهون والوصول إلى الحالة الكيتوزية بسرعة.
في هذا النظام الغذائي، طالما تتناول كمية من الكربوهيدرات لا تتعدى 20 جرامًا في اليوم، عندها يمكنك تناول الكثير من الأطعمة المسموح بها للشعور بالشبع.
ليس من الجيد التركيز على عدد السعرات الحرارية أو كمية الطعام عندما تحاول أن تعتاد على الحمية الكيتونية. كما أن ترك نفسك تشعر بالجوع أو الحد من كمية الطعام الذي تتناوله قد يجعل أعراض الكيتو فلو أكثر سوءًا.
وتذكر، عندما تصل إلى الحالة الكيتوزية، من المرجح أن تنخفض شهيتك، وبطبيعة الحال سوف تتناول كميات أقل من الطعام.
تناول الكثير من الأطعمة المسموح بها حسب الحاجة حتى لا تشعر بالجوع، وتناول وجبات خفيفة خالية من الكربوهيدرات مثل البيض المسلوق في حال شعرت بالجوع بين الوجبات.
من ناحية أخرى، تأكد من عدم تناول كميات كبيرة من الطعام من خلال تناول الطعام ببطء، كما يجب الاهتمام لإشارات الجوع والشبع أو الامتلاء.