يعتمد نظام الكيتو دايت على مصادر غذائية منخفضة الكربوهيدرات ومرتفعة الدهون، هذه الأغذية تجعل الجسم يدخل في حالة أيضية خاصة تسمى “حالة الكيتوسيس (بالإنجليزية: Ketosis)“.
في الغالب يتم اتباع نظام الكيتو دايت بهدف خسارة الوزن، وهناك بعض الأشخاص يتبعون الكيتو من أجل السيطرة على نسبة السكر في الدم أو تحسين الصحة العامة.
وعلى الرغم من أن الكيتو دايت مفيد للغاية في خسارة الوزن بسرعة، ألا أن هناك الكثير من الجوانب الأخرى المفيدة، فاتباع هذه الحمية يساهم في تحسين بعض الحالات الصحية الخاصة والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب ومرض السكري.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الكيتو دايت يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض مرض النقرس، وهو مرض يعتبر شكلًا من أشكال التهاب المفاصل ويصيب تقريبا حوالي 4 بالمئة من معظم البالغين الأمريكيين، وذلك وفقًا لإحصائيات مؤسسة التهاب المفاصل الأمريكية.
في هذا المقال سوف نوضح العلاقة بين الكيتو دايت ومرض النقرس، لمساعدتك في معرفة الطريقة الصحيحة لتطبيق هذا النظام الغذائي المفيد بشكلٍ صحيح ليتناسب مع احتياجاتك.
في البداية اعرف أكثر عن النقرس من مؤسسة مايوكلينك >> النظام الغذائي للنقرس: المسموح به وغير المسموح به
ما هي تأثيرات النظام الغذائي الكيتوني على مرض النقرس؟
إذا أردت أن تعرف ما هي العلاقة بين النظام الغذائي الكيتوني ومرض النقرس فإليك كل ما يقوله الخبراء حول ذلك:
هل الكيتو دايت مفيد بالنسبة لمرضى النقرس؟
في عام 2017، درس مجموعة من الباحثين من جامعة ييل تأثير الحمية الكيتونية على حالات التهاب المفاصل وعلى البروتينات التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب المفاصل ومرض النقرس.
وتبين نتيجةً لهذه الدراسة على الحيوانات والبشر أن نظام الكيتو يساعد في تقليل احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل.
وقد تقال الباحثون أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع قبل أن يتم التوصية بالكيتو دايت من أجل علاج مرض النقرس.
بالإضافة إلى ذلك، تشير معظم الدراسات إلى أن الكيتو دايت يفيد في تخفيف أعراض مرض النقرس التي يعاني منها الكثيرون وذلك بفضل تخفيف الوزن.
فخسارة الوزن هي أحد أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها لخفض معدلات حمض اليوريك (uric acid) الذي يسبب تشكل البلورات في المفاصل والتي تؤدي إلى الشعور بالألم، وهو من أشهر أعراض مرض النقرس.
مقالة رائعة أيضاً! أقرأها الآن>> تثبيت الوزن ما بعد نظام الكيتو دايت
هل يزداد خطر الإصابة بمرض النقرس في حال اتباع الكيتو دايت؟
ربما إلى حد ما، فكما نعلم أن أطعمة الكيتو دايت غنية ببروتين يسمى البيورين (Purine).
هذا البروتين هو عبارة عن مادة كيميائية يتم تحليلها في الجسم مما يؤدي إلى إنتاج حمض اليوريك، وعادة ما تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل مما يسبب تطور وظهور أعراض مرض النقرس.
يمكن أن تصبح البلورات التي يشكلها حمض اليوريك الزائد في المفاصل شبيهة بالإبر، وهي التي تسبب الشعور بالألم والتورم والاحمرار في منطقة المفصل المتأثر.
إن أفضل نظام غذائي للوقاية من الإصابة بمرض النقرس هو النظام الغذائي الذي يحتوي على القليل من البيورين ويشمل الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
بالإضافة إلى مشتقات الألبان قليلة الدهون، ويمكن أن يساهم أخذ بعض أنواع الأدوية في تخفيف الأعراض بشكلٍ فعال.
في بحث علمي أجري في عام 2012، تبين أن معظم الأشخاص يشعرون بارتفاع خطر إصابتهم بمرض النقرس عندما يدخلون لأول مرة في حالة الكيتوسيس، وذلك نتيجة ارتفاع معدل حمض اليوريك في الدم.
لكن الأبحاث تشير إلى أن هذا الارتفاع يكون قصير الأمد، وفيما بعد تنخفض مستويات حمض اليوريك في الجسم تدريجيًا.
هل يمكن أن يساعد الكيتو دايت في منع أو الوقاية من الإصابة بمرض النقرس؟
حتى الآن، لا يمكن تأكيد ذلك، فليس هنالك أي أبحاث ودراسات بينت أن نظام الكيتو يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض النقرس ومنع ظهور أعراضه الحادة، وما زال هناك حاجة لإجراء الكثير من الفحوصات والدراسات للتأكد من ذلك.
هل يعتبر نظام الكيتو دايت آمن؟
بشكلٍ عام، الكيتو دايت هي حمية أمنة لجميع الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، كما يمكن أن تكون مفيدة للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية خاصة، بما في ذلك:
- الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.
- الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.
- الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
- النساء اللواتي يعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- مرضى الصرع.
في كثير من الأحيان، يؤدي الانتقال إلى الاعتماد على حمية غذائية تتضمن القليل من الكربوهيدرات والكثير من الدهون والوصول إلى حالة الكيتوسيس إلى ظهور بعض الأعراض المزعجة التي تشبه إلى حد كبير تلك الأعراض التي يعاني منها معظم الناس عند إصابتهم بمرض الإنفلونزا.
ويسمي الأطباء هذه الأعراض اسم “إنفلونزا الكيتو” أو “الإنفلونزا الغذائية قليلة الكربوهيدرات”، وهي تكون حالة مؤقتة لا تستمر لفترة طويلة وسوف تزول بشكل تدريجي كلما اعتاد جسمك على النظام الغذائي الجديد.
تشمل الآثار الجانبية المزعجة لحالة انفلونزا الكيتو ما يلي:
- الصداع
- الإعياء
- التعب
- الغثيان.
- تشوش وتشتت الأفكار وعمل الدماغ
- تشنجات في الساق
- رائحة الفم الكريهة
- الإمساك
- الإسهال
في حال استمرت الأعراض الناتجة عن الرجيم الكيتوني ولم تختفي مع مرور الوقت، فان عليك إستشاره الطبيب أو خبير التغذية المتخصص لتقييم حالتك ومعرفة الأسباب وراء ذلك.
هل نظام الكيتو دايت أمن للأشخاص الذين يعانون من مرض النقرس؟
اذا كنت تعاني من أي مرض أو حالة صحية خاصة، فان عليك استشارة طبيبك قبل إجراء أي تغيير في النظام الغذائي الخاص بك.
خاصة إذا كنت تعاني من مرض النقرس وكان نظامك الغذائي الجديد يتضمن أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من البيورين (purines)، بالإضافة إلى الأغذية من المصادر الحيوانية.
فهذه الحمية الغذائية يمكن أن تزيد من الشعور بالألم بمعدل خمس مرات اكثر من أي نظام غذائي آخر، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأغذية والوجبات والوصفات المختلفة التي يمكن تناولها في النظام الغذائي الكيتوني، إلا أن جميعها تشترك في أنها أطعمة غنية بالبيورين (purine).
كيف يمكن إدارة مرض النقرس والسيطرة عليه؟
من أجل السيطرة على حالة مرض النقرس وإدارته بشكلٍ فعال، ينبغي أن تكون خطتك معتمدة على أخذ مجموعة من الأدوية، واتباع نظام غذائي صحي، وإجراء تغييرات عديدة في نمط حياتك.
الأدوية التي عادة ما توصف لعلاج مرض النقرس هي:
- مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: nonsteroidal anti-inflammatory drugs) (اختصاراً NSAIDs).
- والكورتيكوستيرويدات أو الستيرويدات القشريّة (بالإنجليزية: Corticosteroids).
وهي تساهم بشكلٍ فعال في تخفيف أعراض الالتهابات، كما أنها تساعد في السيطرة على معدل حمض اليوريك (uric acid) الموجود في الجسم، مما يمنع الألم الذي قد تعاني منه في المستقبل.
بالنسبة للنظام الغذائي ينصح في العادة مرضى النقرس بتناول الأطعمة والمشروبات التي لا تحتوي على البيورين.
فيما يلي قائمة بالعديد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من حمض اليوريك، والتي يمكن أن تسبب زيادة في أعراض مرض النقرس:
- اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر ولحم الضأن.
- لحوم الكبد والكلى.
- المأكولات البحرية، مثل لحوم اسماك التونة والانشوجه والمحار.
- جميع الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مثل المعجنات والحلويات المشروبات المحلاة.
- الكحول.
بالنسبة للأطعمة المفيدة لمرضى النقرس والتي يمكن أن تخفف من أعراضه وتساعد في تغذية الشخص، فإننا ننصحك بتناول ما يلي:
- القهوة.
- مشتقات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب واللبن.
- الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C.
نصائح تساعد على تقليل خطر الإصابة بمرض النقرس وتحسين أعراضه
شرب عصير الكرز، فهو عصير يمكن أن يساهم في خفض مستوى حمض اليوريك في الجسم بشكلٍ كبير.
شرب كمية كافية من الماء، هذا الأمر سيساعد كليتك على طرح المزيد من حمض اليوريك خارج الجسم مع البول، مما يساعد في تخفيف الشعور بالألم ومعظم الأعراض الأخرى.
ممارسه التمارين الرياضية والمحافظة على وزنٍ صحي، فخسارة الوزن تؤدي إلى تخفيض مستويات حمض اليوريك في الجسم.
وهذا يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والكثير من أمراض القلب، وهي من الحالات التي يمكن أن يعاني منها الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بمرض النقرس.
مقالة رائعة لا تتردد بقراءتها >> علاج الأرق وصعوبة النوم أثناء الكيتو دايت
كلمه أخيرة
نظام الكيتو دايت يتضمن تناول أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والقليل من الكربوهيدرات، ومع أن نظام الكيتو يقدم الكثير من الفوائد الصحية التي تم إثباتها علميًا، إلا أنه قد لا يناسب الجميع.
هناك الكثير من الدلائل والأمثلة التي تتحدث عن نتائج واعدة في تخفيف أعراض مرض النقرس من خلال اتباع الحمية الكيتونية، لكن الأمر يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث من أجل إثبات ذلك.
إذا كنت تعاني من مرض النقرس، فإن أفضل طريقة لتخفيف الأعراض التي قد تصيبك هي تناول الأطعمة التي تحتوي على القليل من البيورين.
بالإضافة إلى ممارسه التمارين الرياضية، وتخفيف الوزن ليكون ضمن الحد المثالي، لكن يجب أن يتم كل ذلك تحت إشراف وإدارة طبيب متخصص.
المصدر: