نظام الكيتو دايت هو عبارة عن حمية خاصه تتضمن تناول الأطعمة قليلة الكربوهيدرات بالإضافة إلى زيادة كمية الدهون الصحية بهدف خسارة الوزن.
عند تقليل كمية الكربوهيدرات في نظامك الغذائي، فإن الجسم يصبح مضطر لكي يبحث عن مصدر طاقة جديد وبديل لهذه الكربوهيدرات، وسوف تكون الدهون الصحية هي المصدر الرئيسي لكي يتم استخدامها.
يساعد النظام الغذائي الكيتوني على الاستفادة من الكوليسترول الموجود في الدم بالإضافة إلى السيطرة على معدل السكر في الدم ومستويات هرمون الأنسولين، كما أنه يساهم في خفض الوزن وتحسين الصحة العقلية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، بما أن نظام الكيتو دايت يؤثر على كل هذه الأجزاء من جسمنا، فهل له تأثير على عملية الهضم وصحة الأمعاء أيضًا؟
سنناقش في هذا المقال كيف يمكن أن يؤثر الكيتو دايت على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.
مقالة مهمة أنصحك بقراءتها >> فعالية نظام الكيتو دايت في علاج حب الشباب
سلبيات الكيتو دايت بالنسبة للجهاز الهضمي والأمعاء
بينت الكثير من الأبحاث أن الحمية الكيتونية يمكن أن تلحق بعض الأضرار بالجهاز الهضمي وذلك بعدة طرق منها:
يتضمن الكيتو القليل من الألياف
رجيم الكيتو يقوم على مبدأ تجنب كافة الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بكميات كبيرة، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب والبقوليات، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الأطعمة تكون غنية بالألياف الذي تعتبر من العناصر الضرورية لعملية الهضم.
تساعد على الألياف على انتظام حركة الأمعاء لأنها تمر عبر الجهاز الهضمي ببطء، ويؤدي تناول كميات قليلة من الألياف إلى الإصابة بالإمساك.
يعرف الأطباء وخبراء التغذية أن تناول كميات كبيرة من الألياف يمكن أن يساعد في الحماية من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل القرحة المعدية والارتجاع المعدي المريئي والبواسير.
على الرغم من ذلك، هناك العديد من أنواع الأطعمة التي تكون قليلة الكربوهيدرات لكنها غنية بالكثير من الألياف، نحن نتحدث عن الخضار غير النشوية والكثير من أنواع الفواكه قليلة الكربوهيدرات التي تحتوي كمية الألياف التي يحتاجها الأشخاص خلال الحمية الغذائية الكيتونية.
الكيتو يؤثر على البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي
تعيش العديد من أنواع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة داخل جهاز الهضم عند الإنسان، وقد تبين أن لبعض أنواع هذه البكتيريا العديد من الفوائد التي لا يمكن تعويضها إذا فقدت، فهي تساعد في هضم بعض المواد الغذائية وتحسن من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والوقاية منها بالإضافة إلى تحسين عمل الجهاز العصبي.
تشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يتسبب بأضرار في أعداد هذه البكتيريا التي تعيش في الأمعاء.
ففي إحدى الدراسات التي استمرت لمدة ستة أشهر وتم من خلالها مراقبة 217 شخص يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون، لوحظت تغيرات غير صحية في الأمعاء حيث انخفضت كمية الأحماض الدهنية المفيدة في الجسم وازادت العمليات الالتهابية.
دراسة أخرى أجريت على 23 طفل مصاب بمرض الصرع، تبين أنه بعد أن اتبع الأطفال الحمية الكيتونية لمده ثلاثة أشهر عانوا من تلف وفقدان الكثير من أنواع البكتيريا المفيدة في أمعائهم مقارنة مع غيرهم من الأطفال الذين لم يتبعوا الحمية الكيتونية.
لكن دراسة أخرى بينت أن اتباع الحمية الغذائية الكيتونية لمده أسبوع واحد ساهمت في تقليل معدل تكرار نوبات الصرع عند الأطفال حديثي الولادة والرضع بنسبة 50 بالمئة.
بالإضافة إلى ذلك، الحميه الغذائية الكيتونية تساعد في القضاء على أنواع معينه من البكتيريا الضارة والسيئة جدًا مثل العصيات القولونية وبكتيريا السالمونيلا.
وجود هذه الدراسات المتناقضة في نتائجها يعني أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة التأثير الذي يحدثه النظام الغذائي الكيتوني على البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي والأمعاء.
مقالة رائعة لا تتردد بقراءتها >> بديل الرز في الكيتو دايت
الفوائد المحتملة لنظام الكيتو دايت على الجهاز الهضمي والأمعاء
بينت العديد من الدراسات أن هناك الكثير من الفوائد التي يمكن استخلاصها فيما يتعلق بالجهاز الهضمي عند اتباع الحمية الغذائية الكيتونية، وفيما يلي بعض من هذه الأمثلة:
الكيتو يمكن أن تقلل من الالتهابات
يعاني الكثير من الأشخاص من الالتهابات نتيجة حدوث استجابة مناعية من أجل حماية الجسم ضد العوامل الممرضة أو العدوى، ويمكن أن تسبب مثل هذه الالتهابات بعض الاضطرابات في جهاز الهضمي مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
لقد بينت بعض الأبحاث أن اتباع الكيتو دايت يمكن أن يساعد على تقليل احتمال حدوث هذه الالتهابات بشكل عام.
ففي إحدى الدراسات، تمت مراقبة 59 شخص يتبعون نظامًا غذائيًا قليل الكربوهيدرات لمدة ستة أشهر، وتبين انخفاض معدل حدوث الالتهابات لديهم بدرجة أكبر بكثير من الأشخاص الذين لم يتبعوا نظام غذائي قليل الكربوهيدرات.
بالإضافة إلى ذلك، بينت دراسات أخرى أجريت على الحيوانات نتائج مشابهة تقريبًا.
الكيتو يعمل على تحسين بعض الاضطرابات الهضمية
إذا كنت تعاني من أي من الاضطرابات الهضمية، فإن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يساعد في تخفيفها أو علاجها.
ففي دراسة أجريت على 13 شخصًا، تبين أن تناول الأطعمة قليلة الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في تخفيف بعض أعراض متلازمة القولون العصبي وتقليل الشعور بالانتفاخ والغازات والتشنجات في المعدة والإسهال.
دراسة ثانية بينت أن تقليل تناول بعض الكربوهيدرات يساعد بشكلٍ فعال في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.
هل تريد أكثر من ذلك؟ نعم هناك المزيد! فقد قامت دراسة أخرى بمراقبة حالة صبي عمره 14 سنه لمده 15 شهرًا، حيث قام هذا الصبي باتباع حمية كيتونية تبين أنها ساهمت بشكل ملحوظ في تقليل الأعراض التي تحدث نتيجة معاناته من مرض كرون، لكن رغم ذلك، ما يزال هناك ضرورة لأجراء العديد من الدراسات الأخرى لتحديد التأثير الحقيقي والفعلي للنظام الغذائي الكيتوني فيما يتعلق بالتهابات الجهاز الهضمي.
مقالة رائعة أيضاً! أقرأها الآن>> تطبيقات الهواتف الذكية لنظام الكيتو دايت
الأطعمة الكيتونية المفيدة لصحة الأمعاء
هناك الكثير من الخيارات الصحية التي تناسب النظام الغذائي الكيتوني وبنفس الوقت تساعد في المحافظة على صحة الأمعاء، هذه الأطعمة تتميز بأنها قليلة الكربوهيدرات وتساعد على تعزيز وتحسين عمل القناة الهضمية، وفيما يلي بعض الخيارات المتاحة:
1. الأفوكادو
الأفوكادو غني بالدهون الصحية إضافة إلى وجود الكثير من الألياف فيها، فهي تحتوي على 10 غرامات من الألياف في كل 150 جرام منها (حوالي كوب واحد).
2. الخضروات الورقية الخضراء
مثل السبانخ والجرجير والملفوف والكالي أو الكرنب المجعد وغيرها، فهي أطعمة قليلة الكربوهيدرات وتحتوي على كميات كبيرة من الألياف، بالإضافة إلى العديد من العناصر الغذائية الضرورية للجسم مثل مضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات.
3. زيت جوز الهند
بينت إحدى الدراسات أن إضافة زيت جوز الهند إلى الأطعمة الحيوانية ساهم بشكلٍ فعال في تقليل الالتهابات وتحسين عمل البكتيريا المفيدة الصحية الموجودة في الأمعاء.
4. الزبدة
يوجد في الزبدة حمض خاص هو حمض الزبدة، وهو من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تعتبر ضرورية لتحسين عمل الجهاز الهضمي، كما أن هذا الحمض يساهم في التقليل من الالتهابات التي قد تحصل في الأمعاء.
لا تفوت قراءة >> أفضل بدائل الدقيق في الكيتو دايت
كلمة أخيرة
معظم الدراسات التي أجريت لمعرفة تأثير الحميه الكيتونية على الجهاز الهضمي وصحة الأمعاء بينت نتائج متناقضة فيما بينها ما يعني أن هناك حاجة إلى أجراء أبحاث جديده لمعرفة كيفية تأثير الأطعمة الكيتونية على الأمعاء والجهاز الهضمي بدقة.
لكن بعض الدراسات بينت أن الحمية الكيتونية تساعد في التقليل من الالتهابات وتخفيف أعراض العديد من الاضطرابات التي قد تصيب الجهاز الهضمي، لكنها في بعض الحالات يمكن أن تتلف أو تضر العديد من أنواع البكتيريا المفيدة التي تعيش في الجهاز الهضمي، مما قد يتسبب في حدوث مشكلات أخرى مثل الإمساك.
لكن تناول الأطعمة المناسبة للكيتو دايت والتي تحتوي على الكثير من الألياف يمكن أن يساعد على تجنب حدوث هذه المشكلات وتعزيز عمل الجهاز الهضمي أيضًا.
المصدر: